حدثتها بحديث الحب حين أتت *** نحوي وقلت لها حياكِ حياكِ
هلا تجودي بوصلٍ بيننا رَحِباً *** يشفي الفؤادَ وكفي فوق كفاكِ
جودي على عاشقٍ جار الزمان به *** جودي فما عاد يقوى مرّ هجراك
حتى رأت حالتي قالت أهذا الهوى ؟*** من يجعل المرء صباً نائحاً باكي ؟
فقلت والعين تُجري الدمع في سرفٍ *** قد كنت من ماضِيَ الأزمان أهواكِ
لكن رياح الهوى تمشي بنا عجباً *** ماقد رست ساعةً في شط ميناك
قالت ومالحل ؟ قلت الوصل سيدتي *** فقد ساقت الأقدار أن أهنى برؤياك
إني زرعت لكم ودي خذيه جنى *** وأسقيه من فيضك المدرار من فاكِ
قالت معاذ الهوى ماقد بليت به *** فقلت عفوك باحت عنه عيناك
إني أرى الود في عينيك يأسرني *** وإن نجوت يغض الطرف رمشاكِ
فتلك عينك ترمي السهم إن نظرت *** وذاك رمشك يرمي نبل قوساك
من قد رآها أتاه الموت في عجلٍ *** هلا تجودي وتحيي كل قتلاك
رحماك فيهم وغظي الطرف في عجلٍ *** لاتقتليهم بحق الله رحماك
قالت أياعاشقاً هام الزمان به *** مالي أراك لعيني حاسداً شاكي
فقلت والله ماقد كنت حاسدها *** تفداك روحي من الحساد تفداك
لكن أخاف على من قد يناظرها *** أن يعشقوها وقد هاموا بمرآك
قالت تغارعلى حالي ؟ فقلت لها *** إني أغار على من داس خطواك
هلا تجودي وتروي عابراً عَطِشاً *** من بحر حبك هل يهنى بسُقياك
قالت ومالحب قلت العين في سهرٍ*** والقلب في كدرٍ والغمض يجفاك
قالت وماذا الهوى قلت الجوى والنوى *** والشوق في البعد يشجو ثم يشجاكِ
قالت فذاك الذي تشكوه ؟ قلت نعم *** فقد رشفت الهوى من سم كأساك
من ذا الذي يشفِيَ الولهان من سقمٍ *** يأتي له بلسمٌ من كف يمناك
قالت حلالاً لكم حبي فخذه فدى** إني أرى فيك حباً صادقاً زاكي
تفداك روحي وقلبي قد سكنت به *** أنعم به قلت ماأحلاها سكناكِ
أدعو الإله بأن يبقيكِ ياأملي *** والله أدعو بأن يحفظ ويرعاكِ